السبت، 25 يناير 2014

جاسوس الإخوان داخل المجلس العسكرى

كشفت تحقيقات سرية أجرتها جهة سيادية مؤخرًا عن أن الإخوان تنصتوا على مكالمات هاتفية جرت بين اللواء حسن الروينى، قائد المنطقة المركزية العسكرية سابقًا، والمشير محمد حسين طنطاوى، وزير الدفاع السابق، وجاء فى إحدى المكالمات: «الروينى» يقول للمشير: «إحنا وسطنا خائن ولازم نكشفه، لأنه بينقل كل معلوماتنا للإخوان ومرسى». فرد المشير: «إحنا عملنا اللى علينا وخلاص.. وإحنا ما سلمناش البلد للإخوان والشعب هو اللى سلم نفسه لهم». وقال الروينى: «إحنا مش هنستنى لما مرسى يمشينا.. إحنا لازم نرد ونقدم استقالتنا». وفى مكالمة أخرى قال فيها «الروينى» لـ«طنطاوى»: «أنا خلاص عرفت مين اللى بينخوّر جوانا، وبينقل معلوماتنا للإخوان».
 كما كشفت التحقيقات أن خيرت الشاطر، بالتعاون مع أحد المحامين قريب الصلة بمستشارين فى المحكمة الدستورية، تمكن من التنصت على لقاءات خاصة باللجنة العليا لانتخابات الرئاسة التى فاز بها «مرسى».
وليست هذه هى المرة الأولى التى تنصت فيها الإخوان على المجلس العسكري، فقد كانت البداية حينما عقد المجلس برئاسة «طنطاوى» جلسات «الحوار الوطنى» بين مختلف الرموز الوطنية، وكانت رموز القوى السياسية ترى مدى «التحكم والتلاعب» الذى تمارسه الأحزاب الدينية بمقدرات البلاد، وكان «مرسى» ممثلًا لحزب «الحرية والعدالة» فى كثير من  هذه الاجتماعات.
وفى كل مرة كان «مرسى» يعلن فيها موافقته على قرار ما للقوى السياسية، ثم عندما يعود ويتراجع ويعلن عن رغبته فى تغيير «خارطة الطريق» ليجبر الجميع على السير فى مسار تم رسمه بدقة ليخدم مصالح الجماعة.
ولكن المؤكد أن طنطاوى وعنان كانا يستجيبان لهذه الضغوط، وهو ما أكدته «م. م»، أحد ممثلى الشباب والكنيسة فى جلسات الحوار الوطنى، والتى أكدت أنه «كان فى المجلس العسكرى من يتجاوب مع الإخوان ويرضخ لمطالبهم».
«طنطاوى» كان يبدى انزعاجه الشديد للمقربين - وفقا لمصدر مطلع-  من تراخى القوى السياسية وعدم إبدائها التوافق اللازم حول الأمور السياسية، فالتناحر والتزاحم على السلطة دون أرضية شعبية  كان سلاحًا كافيًا للقضاء على وجودهم فى الساحة.
وكان «طنطاوى» وقتها حسن النية إلى الدرجة التى كان يعلن فيها أن «التاريخ سيسجل له أنه قام بدور وطنى وأدار البلاد، عندما كانت على وشك الانهيار فحفظها، وأجرى انتخابات رئاسية ديمقراطية ونزيهة فاز فيها الإخوان»، مؤكدًا أنه يعرف من هو «جاسوس الإخوان» داخل المجلس العسكرى.
ودارت أسئلة حول شخصين تحديدًا من أعضاء المجلس هما «م . ش» و «م . ع»، وكان لكل منهما مواقف أثارت الشبهات سواء فى اختياره مندوبًا دائمًا للتفاهم مع القوى الاسلامية أو لدفاعه عن مواقفهم فى اجتماعات المجلس، أو نظرًا لوجود صلات مصاهرة له مع عائلات إخوانية .
وكانت قضية «خلية مدينة نصر» الإرهابية التى تم الكشف عنها فى عام 2013 واتُهم فيها ضابطان  سابقان من القوات المسلحة، سببًا فى إعادة اتهام الجماعات المتطرفة باختراق #الجيش.
ويقول اللواء حسام سويلم، الخبير الاستراتيجى «إن الضابطين المتهمين فى (خلية مدينة نصر) أحدهما مفصول من الخدمة منذ 10 سنوات لانتمائه إلى جماعات إسلامية والآخر أُجبر على تقديم استقالته منذ شهر تقريبًا لنفس السبب، وتلك الواقعة لا تعبر عن اختراق (الجهاديين) للجيش المصرى فما يحدث حالات فردية حتى الآن، خاصة أن ضابط #الجيش هو مواطن عادى وله أقارب ويتأثر بالظروف المحيطة به، وقد يخضع لسيطرة تيار من التيارات المتطرفة، ولكن المسح الأمنى الذى يتم باستمرار ضرورى لمنع اختراق التنظيمات للجيش، ومن الضرورى تطبيقه أيضًا على الضباط المتقاعدين».
غير أن ادعاءات «أخونة #الجيش» تبدو غير معقولة على الإطلاق، خاصة بعد نجاح ثورة 30 يونيو، فلو كان الإخوان قد اخترقوا صفوف القوات المسلحة لما انحاز المجلس العسكرى لصوت الملايين التى خرجت فى نفس اليوم، وأعلن عن إعطاء «مرسى» مهلة للاستجابة للجماهير المحتشدة أو عزله من منصبه.
وما ينفى مزاعم «أخونة #الجيش» أيضًا، تصريحات الدكتور يوسف القرضاوى الذى  أكد فى إحدى خطبه «سعى الإخوان لأسلمة #الجيش»، حينما قال «إن جماعة الإخوان أخطأت لأنها لم تخترق #الجيش من البداية»، خاصة أن الجماعة تنادى بالانتماء إليها، بينما #الجيش ينادى بالانتماء للوطن.
 ومن جانبه، يقول اللواء محمد على بلال، الخبير الاستراتيجى، «قبل ثورة 25 يناير 2011 كانت القوات المسلحة منضبطة، وبعدها أيضًا، وكان من يخالف القواعد ويثبت انتماؤه للإسلاميين يُحال إلى التقاعد أو يُحاكم، ولكن بعد الثورة تغير الوضع بعض الشىء مع الحفاظ على المظاهر الشكلية، خاصة أن #مصر ظلت 60 عامًا دون حراك سياسى».
ويرى بلال أن «حادث مدينة نصر عارض وفى أى مجتمع يمكن أن تحدث أخطاء فردية، والجيش مثل المجتمع من السهل التأثير على بعض ضباطه، ولكن حتى الآن ومنذ 60 عامًا، فإن ما تعرض له #الجيش يمثل حوادث فردية ولا يشكل ظاهرة مقلقة».
 والغريب فى الأمر أن الفريق أول عبدالفتاح السيسى نفسه تم اتهامه ذات يوم بأنه «خلية نائمة للإخوان»، ولعل مقولة الرئيس المخلوع حسنى مبارك فى تسريباته الشهيرة تلخص هذا الأمر برمته حيث قال: «أنا كنت فاكر السيسى إخوان.. طلع عُقر».
ويشير  اللواء محمد شفيق النجومى، الخبير الاستراتيجى، إلى أن «هناك عددًا كبيرًا من الضباط يؤدون الصلاة، ويمارسون الشعائر الدينية، والفريق السيسى من هذه النوعية التى تشجع السلوك القويم، وتنمى الوازع الدينى لدى رجال القوات المسلحة، ولكن عندما يتعدى السلوك إلى المظهر الشكلى، وتكون الفكرة متحكمة، فمن الممكن أن تؤدى إلى تغير فى سلوك الفرد، ولو ثبت على أى ضابط ذلك يكون جزاؤه ترك الخدمة، وفى أحيان كثيرة يضطر الضباط إلى فعل ذلك مرغمًا».
 ويؤكد «النجومى» أن «#الجيش المصرى لا يمكن اختراقه، وما يحدث ليس له علاقة بالمناخ الإسلامى الذى نعيشه، ولكنه سلوك حدث أيام مبارك والسادات والدليل هو «تنظيم الفنية العسكرية» و«اغتيال السادات نفسه».
ومن جهته، يرى حافظ أبو سعدة، رئيس المنظمة المصرية لحقوق الإنسان، أنه «لا يمكن أن نقول إن هناك اختراقًا حدث من الجهاديين أو الإخوان للجيش، ولكن انتماء بعض ضباط القوات المسلحة إلى هذه التنظيمات قديم جدًا، وليس له علاقة بالمناخ الحالى».
ويعتبر أبو سعدة أن « تجنيد عناصر من #الجيش للاشتراك مع الجماعات الجهادية أمر غير مستبعد ووارد، ولكن هناك أجهزة داخل #الجيش ترصد هذه الاختراقات الآن، والفارق أن هذا النشاط زاد الآن لأن البعض يرى أنه يتفق مع السلطة الحاكمة، فلم نكن نسمع عن ضباط ملتحين قبل الثورة، كما أن الإسلاميين طالبوا بحصة مباشرة فى كليات #الجيش والشرطة بعد الثورة نظرًا لحرص الإسلاميين على اختراق تلك الأجهزة الأمنية، وفى حالة نجاح الإسلاميين  فى اختراق #الجيش كان سينقسم إلى فرق وقوات تنتمى إلى قوى سياسية مختلفة، وسنجد مجموعات قد تسعى إلى اغتيال مرسى نفسه، وربما يدفع هذا الاختراق البلاد إلى حرب أهلية»

0 التعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ حب الوطن
تعريب وتطوير ( كن مدون ) Powered by Blogger Design by Blogspot Templates